تصدرت الانتخابات البرلمانية المصرية والتي جرت مرحلتها الأولى الاثنين (اليوم الأول) وتستكمل الثلاثاء، عناوين الصحف والوكالات الإخبارية العالمية، وتسابقت وسائل الإعلام العالمية في بث ونشر التقارير عن اصطفاف الناخبين المصريين أمام لجان الاقتراع ربما لساعات طويلة انتظارا للمشاركة في أول انتخابات برلمانية تجرى بعد إسقاط الرئيس المخلوع حسني مبارك.
ووصف راديو صوت أمريكا الانتخابات البرلمانية في مصر بأنها تمثل ''نقطة تحول هامة''، وذكر في معرض تقريره عن الانتخابات يوم الاثنين ''أن المصريين اصطفوا عدة ساعات اليوم للمشاركة في المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية، وان الناخبين كانوا فيما يبدو في حالة من السرور لتمكنهم من جعل صوتهم مسموعا''.
ونقل الراديو عن إحدى الناخبات قولها ''إننا جئنا للانتخاب من أجل ضمان مستقبل أفضل لكل المصريين.. إننا نرغب الآن في المشاركة في كل شيء في بلدنا''.
أما تليفزيون هيئة الإذاعة البريطانية ''بي بي سي''، فقال إن ''إقبال الناخبين على الانتخابات البرلمانية في مصر بأنه كان كبيرا، وتحدث التقرير عن الأعداد الغفيرة للمصريين الذين ''اصطفوا في من أجل الإدلاء بأصواتهم في المرحلة الأولى من الانتخابات، وأنه تم تمديد وقت التصويت نتيجة تزايد إقبال الناخبين، ولم تحدث سوى مشكلات تأمينية بسيطة''.
وذكر التقرير ''أنه على الرغم من أنه كانت هناك مخاوف من احتمال تأجيل الانتخابات بعد الاحتجاجات التي ثارت ضد الحكام العسكريين، إلا أن طوابير الناخبين اصطفت خارج مراكز الاقتراع في القاهرة قبل الموعد الرسمي لافتتاح لجان الانتخاب، وأن الإقبال كان كبيرا في كثير من المناطق، ويتردد أن الطوابير امتدت في بعض الأماكن لمسافة تصل إلى 3 كيلومترات''.
وأضاف التقرير ''إن الناخبين تدافعوا للإدلاء بأصواتهم، وأن الانتخابات كانت بمثابة احتفال بالديمقراطية''.
ولم يغفل التقرير الإشارة إلى أنه حدثت بعض الانتهاكات، حيث كان يتم توزيع مواد دعائية لبعض المرشحين أمام بعض اللجان الانتخابية''.
كما سلطت صحيفة ''واشنطن بوست'' الأمريكية الاثنين الضوء على المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية التي تشهدها مصر، قائلة إن المصريين أعربوا عن أملهم في أن تسفر أول انتخابات منذ الإطاحة بالرئيس حسني مبارك عن بزوغ فجر جديد من الديمقراطية.
وذكرت الصحيفة، في سياق تقرير إخباري أوردته على موقعها الإلكتروني، أن عملية التصويت التاريخية التي بدأت اليوم هي بداية لمسيرة تستمر ثلاثة أشهر ينتج عنها تشكيل يأمل فيه المصريون أن يكون أول برلمان شرعي يتم انتخابه بإرادة الشعب في تاريخ البلاد بعد أن احتكر الحزب الوطني المنحل السلطة طوال فترة حكم الرئيس السابق للبلاد.
وأوضحت ''واشنطن بوست'' أنه رغم ما أعلنته الحكومة المصرية حول الصعوبات التي ستقابل المراقبين الدوليين من أجل الوصول إلى مراكز الاقتراع، إلا أنهم فوجئوا بكم كبير من الترحيب والمعاملة الطيبة.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن ليس كامبيل، مدير المعهد الوطني الديمقراطي لبرامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا قوله ''لقد حصلنا على حق دخول المراقبين الطبيعي الذي يمكن أن نحصل عليه في أي مكان آخر.. وأستطيع القول إنها كانت مفاجأة سارة''.
من جانبها قالت شبكة سي إن إن الإخبارية الأمريكية إن الانتخابات البرلمانية في مصر ''نتخابات تاريخية''، وأضافت ''أن الناخبين اصطفوا في طوابير طويلة أمام مراكز الاقتراع في اليوم الأول من المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية التاريخية في مصر''.
وجاء فى التقرير ''أن الشوارع التي كانت قد شهدت أعمال عنف منذ بضعة أيام تحولت إلى شوارع هادئة بدرجة كبيرة، وان المناخ الذي جرت فيه الانتخابات اليوم كان مناخا احتفاليا''.
ونقلت الشبكة عن ناخب قوله ''إن هذه تعتبر المرة الأولى خلال 55 عاما التي يمكنني فيها أن أدلى بصوتي، وإنني على استعداد للانتظار عشر ساعات أو حتى لصباح الغد لكي أدلي بصوتي''.
وقالت صحيفة ''كريستيان ساينس مونيتور'' الأمريكية اليوم الاثنين إن المصريين تدفقوا على مراكز الاقتراع في المرحلة الأولى من انتخابات مجلس الشعب لجني ما اعتبره الكثيرون ثمار ثورة 25 يناير التي تمخض عنها أول انتخابات ديمقراطية حقيقية ليس فقط منذ الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك بل خلال ال60 عاما الماضية.
وذكرت ''كريستيان ساينس مونيتور'' على موقعها الالكتروني أن الإقبال الجماهيري الكثيف على مراكز الاقتراع بدا وكأنه تعبير من الشعب المصري عن ثقته في قدرة المجلس العسكري على تأمين العملية الانتخابية فى جميع مراكز التصويت في ربوع مصر.
وأشارت الجريدة إلى أن الانتخابات جاءت بعد أسبوع واحد من الأحداث التي شهدها ميدان التحرير مهد الثورة المصرية، والتي كانت بمثابة تهديد لعدم نجاح هذه الانتخابات، إلا أن النتائج كانت على غير المتوقع فقد شارك جميع الناخبين في هذا العرس الديمقراطي الذي مر بسلاسة لم يشهد لها مثيل من قبل.
ونقلت الجريدة الأمريكية عن عبد الحكيم محمود، تاجر منتجات جلدية، تأكيده أن مشاركة المصريين الجادة في هذه الانتخابات إنما هي نابعة من إرادة قوية لدى أبناء الشعب المصري الراغبين في النهوض بمصر ودفع مسيرة التقدم والإنتاج وان يصبح لدينا برلمان يمثلنا ويلبي رغباتنا.
واختتمت الجريدة بالقول إن المرحلة الأولى من الانتخابات التي أجريت اليوم تعتبر بمثابة المرة الأولى على الإطلاق التي يدلى فيها بعض الناخبين بأصواتهم في الانتخابات المصرية، حيث لم تردعهم قوانين الانتخابات المربكة أو دعاوى بعض النشطاء لمقاطعة الانتخابات مبدين ثقتهم الكاملة في المجلس العسكري الذي يشرف على أول انتخابات ديمقراطية.
وتوجه الناخبون المصريون الاثنين إلى لجان الاقتراع في أول يوم للمرحلة الأولى لأول انتخابات برلمانية تشهدها بعد إسقاط الرئيس المخلوع حسني مبارك، وشهدت الانتخابات إقبالا ملحوظا من الناخبين الذين انتظروا بالساعات للإدلاء بأصواتهم. ومن المقرر أن تباشر لجان الاقتراع عملها صباح الثلاثاء استكمالا لعملية التصويت.